من معجزات القديس أنطونيوس في مدينة " بادوا " وهي غفران الخطايا
.................................................................
تقدم الى القديس ، عقب احدى مواعظه ، احد السامعين وكان قد تأثر مما سمع الى حد الدموع ، وطلب منه ان يعترف عنده بخطاياه .
ولكنه لما همَ بذلك ، لم يستطع ان يفوه بشئ منها بسبب شدة ما اعتراه من انسحاق ، وما استولى عليه من توجع وندم .فأوعزَ اليه القديس
ان يكتبها في ورقة ويأتيه بها في اول مناسبة .قدمَ النائب الورقة ... فكان القديس اذا ما قرأ فيها خطيئة . والمحَ النائب بإيماءة رأسه انه
ارتكبها ، كانت تلك الخطيئة تُمحى من الورقة ، حتى اذا انتهى من قراءة الورقة جميعها قد أمحى عنها كل اثر كتابة .
ولقد جاءت هذه المعجزة دليلا بيناً :
1ـ على ما لسر التوبة من مفعول أكيد في مغفرة الخطايا ومحوها .
2 ـ على ان خطايا النائب تُغفر له ، حتى قبل ان ينال الحل منها ، متى كانت ثمة ندامة حقيقية كاملة ،وارادة صادقة لوضعها تحت
سلطان المفاتيح ،اي الاعتراف بها امام الكاهن في اول فرصة ممكنة .
3 ـ واخيرا على عظمة القديس أنطونيوس ، التي تمت تلك المعجزة على يده .
هذا ومن ثمار اتعاب قديسنا الرسولية ، في هذه الفترة ، أنشاؤه ببادوا اخوية الكولمبيين ، التي كان ينتمي اليها جماعة من الخطأة التائبين
، وبعض الهراطقة ممن ارتدوا على يديه . كان هؤلاء الرجال يعيشون معا في شبه شركة رهبانية ، في مكان خارج المدينة ابتنوه لسكناهم ،
به معبد بأسم العذراء مريم ، يعرف بمعبد دي لاكولمبا ، و من هنا تسمية تلك الاخوية .وكان القديس يزورهم ، في ايام محددة ، لرعايتهم الروحية ،
وسماع اعترافاتهم ، وارشادهم في طريق الكمال والقداسة ، حتى أمسوا نموذجا يقتدى به للسيرة المسيحية الصالحة الحقيقية ،في كل بادوا والمدن المجاورة ،
يعرفهم الجميع بثوبهم الرمادي اللون والزنار الذي به يشدون وسطهم .