سيرة حياة القديس أنطونيوس البادوي و معجزاته..السفينة تتجه نحو شواطئ جزيرة صقلية
---------------------------------------------------------
وما ان وصل أنطونيوس و زميله الى ميناء مرسيليا ، حتى اقلعا منها بعد ايام قليلة الى ايطاليا ، الا ان السفينة التي كانت تقلهما ، والتي كان من المفروض
ان تُلقي مراسيها في احدى الموانئ الايطالية ، قادتها الرياح العاصفة الى شواطئ جزيرة صقلية .الجزيرة التي كانت منذ زمن قد أستتبَ فيها الامن ،و التي كان
تمتع اهلها بقسط وافر من سعة العيش ، والكثير من الغنى والرفاهية ، والتي لهذه الاسباب عينها كان قد أستشرى فيها فساد الاخلاق والآداب .ومن ثم كان قدوم
القديس أنطونيوس في الواقع الى الجزيرة ،خيرا وبركة ، شاءت رحمة الله ان تفتقد بهما شعبها الغارق حتى آذانه في الفساد والرذيلة .ولم يضيع أنطونيوس شيئاً من وقته ،
بل اخذ من فوره يتجول في المدن والقرى يعظ ويبشر بكلمة الله ، حاثاً على الفضيلة ومقبحاً الرذيلة ، غير مبالٍ ، في سبيل مجد الله وخلاص النفوس ، بأتعاب أو مشقات البتة .
في جزيرة صقلية أنشأ القديس أنطونيوس بمساعدة الأهلين وتبرعاتهم السخية أربعة أديرة جديدة للرهبنة ، في كل من بلدة باتي ، نوتو ،شفلو و لنتيني . وهذا دليل قاطع على نجاح
رسالة القديس في تلك الجزيرة ، رغما من ان المدة التي قضاها بها لا تتعدى بحال السنة .في بلدة شفلو غرس أنطونيوس بيديه شجرة " سرو " لبثت نضرة خضراء لأكثر من 300 سنة ،
ثم ماتت .. وشجرة برتقال ، في فناء الدير ، كان كثير من المرضى يجدون في ثمارها الشهية الدواء الشافي ، أستمرت في الوجود حتى القرن الثامن عشر .