حياة القديس أنطونيوس البادوي و معجزاته :
( يُكرم شهيد الغد )
وكان بمدينة “ بوي “ شاب يعمل كاتبا في إحدى الدوائر الحكومية ، و مع أن هذا الشاب كان منغمسا في حمأة الرذيلة ،
إلاٌ أن قديسنا العظيم ،كان كل مرة صادفه في الطريق ، كشف له عن رأسه ، و حيٌاه أحسن تحية ، بل و أحياناً كان يجثو أمامه و يلثم يده مُسلٌماً .
و مرد هذا التصرف الغريب ، في ظاهره ، هو أن قديسنا ، بما أن الله كان قد حباهُ روح النبوة ،
كان يعرف مسبقا ما تخبئه الايام لهذا الشاب من رسالة مجيدة تقوم بالاستشهاد في سبيل المسيح . و بالفعل قد حدث ، بعد حين ،
أن تدارك الله برحمته الشاب المذكور فتابَ توبةً صادقةً ، قصدَ بعدها زيارة الاراضي المقدسة بفلسطين ، حيثُ مات شهيداً في سبيل المحافظة على دينه المسيحي .
و بذا تحققت فيه تماما نبوة القديس أنطونيوس ، الذي كما رأينا ، كان يكبر الاستشهاد أيما أكبار ، و يرى فيه نعمة منيفة ، لا تعادلها نعمة .