بعض أعمال أنطونيوس بمدينة *بوي *:ـ
( يكشف خداع أبليس )
عاد أنطونيوس بعد عيد الفصح الى “بوي “ يُقيمُ بين رهبانه ، يهتم بشئونهم و يمارس ما يمارسون من أعمال النسك و العبادة ،
دون ان يُقصٌر في واجبه الآخر . الذي أنتدبه إليه رؤساؤه كواعظ رسولي بين الشعب .فذات يوم فيما كان يعظ الشعب ،
اذا بأبليس يأتي و يُعكر صفو الاجتماع ، فقد جاء في زي رسول يحمل رسالة لأحدى السيدات من الحضور ،
يخبرها فيها بأن أبنها المسافر قد مات . فما كان من السيدة الا ان أخذت تبكي و تولول بصوت عالي ، ذهب بأصغاء جمهور المستمعين ،
الذين لم يلبثوا أن التفوا حولها يعزونها في فقيدها العزيز ، الذي مات في الغربة .واذ عرف أنطونيوس بروح النبوة حقيقة ذلك الرسول ،
رفع صوته يُطمئن المرأة بأن أبنها لايزال حياً يُرزق ، و هو على أحسن حال ، و في طريق العودة اليها ، و ما ذلك الرسول الا ابليس اللعين خزاه الله .
و ما أن اكتشفَ أمر الرجيم ، حتى غاب على الفور ، محدثاً ضجةً هائلة ، عقبها دخان و رائحة كريهة .
و أنتهزَ القديس الفرصة ليتكلم عن حيل إبليس و مكايده ، و أخذ من ثمة يحذرهم بقول هامة الرسل القديس بطرس :
* اصحوا و أسهروا فأن أبليس خصمكم كالاسد الزائر يجول ملتمساً من يبتلعه ، فقاوموه راسخين في الايمان … *( ابط 5 : 8،9 ) .
و ختم مبينا أهم الوسائل التي بها يهزم ذلك الروح الشرير ، الا و هي الثبات في :
الايمان ـ التواضع ـ الصلاة و التقدم بكثرة من الاسرار المقدسة .