سيرة حياة القديس أنطونيوس البادوي و معجزاته : ـ
------------------------------------------
( مــــعــجــزة ســـجــود الــبــغــلــة للــقــربــان الــمـقـدس )
لقد سمع زعيم الهراطقة و القوم الكفرة المدعو بنويللو ،المانوي المذهب و الذي لم يكن قد شاهدَ معجزة الاسماك التي عملها القديس انطونيوس
، و اخذ يسخر منها و يستخف بعقول الذين صدقوها بأعتبارهم من الجهلة السذج . و قد بلغت به الجرأة و الوقاحة أن يتحدى القديس ، قائلا :
" إني وأن كنتُ أُقرُ بغزارة علمك و توقد ذهنك ، و طول باعك في المناظرات الدينية ، الا اني لا أومن بما تؤمنون أنتم معشر الكاثوليك ،
و لاسيما بوجود المسيح في القربان .و مع ذلك فان سجدت بغلتي للــقــربــانة الــمـقـدسة، سجدت انا ايضا ،
و آمنت بانها تحوي حقيقة جسد المسيح و دمه ونفسه و لاهوته . و اما اذا أبتْ ذلك فيكون اعتقاد
الكاثوليك باطلا ... قبل القديس التحدي وصام وصلى ضارعا الى الله تعالى أن يُظهر للملأ أنه الاله القدير الذي لا يعسر عليه شيئ .
وكان في الزمن المضروب بعد الاحتفال بالذبيحة الالهية ان خرج أنطونيوس من الكنيسة ،و هو يحمل ا لــقــربــانة الــمـقـدسة،
يتبعه جمهور غفير من المؤمنين ، حتى اذا بلغ الموكب الساحة ،التي كان ينتظره فيها بنويللو و جماعته ،
القى انطونيوس كلمة مؤثرة عن سر
القربان أستدعى بعدها البغلة و امرها ان تمثُل أمامه و تسجد للــقــربــانة الــمـقـدسة، فما كان من البغلة ،
التي صومها بنويللو ثلاثة ايام متتالية ، لم تذق خلالها ، لا علفاً و لا ماء ، أن أفلتت من يده ،
و جاءت أمام القديس و سجدت للقربان المقدس غير مبالية بما كان قد أعده لها ، إذ ذاك ، من علف طازج وفير و ماء نمير ..
و ظلت ساجدة لا تبدي حراكا ،حتى عاد القديس بالقربان المقدس الى الكنيسة ...عندئذً ضج المؤمنون ضجيج الفرح و الشكران ،
و ألتحفَ القوم الكفرة بأطمار الخزي و الخزلان .أما بنويللو ، و قد أخذ منه العجب كل العجب من هذه الخوارق ،
التي لم يسبق لها مثيل ، فقد جحد المانوي و أعتنقَ الكثلكة
التي عاش فيها و مات ميتة الابرار الصالحين .