سيرة حياة القديس أنطونيوس البادوي و معجزاته : ـ
----------------------------------------------
(مــــعــــجـــزة ريـــمـــينـــي : الــسـمـك يـــسمــع للــقــديــس )
و من العجائب الباهرة التي حملت عددا كبيرا من الخطأة و المنشقين ، و الملحدين ، على الرجوع الى الله
و الى حظيرة الكنيسة ، تلك التي أجراها على يده في مدينة ريـــمـــينـــي بأيطاليا .فأنه لما رأى اصرار الكثيرين على تصلبهم
و عنادهم ، هتف بالجموع الملتفة حول منبره و قال : من اراد ان يرى عظائم الله ، فليتبعني الى نهر ماريكيا
(و هو النهر الذي يمر بريـــمـــينـــي و يصب في نهر الادرياتيك ) . فلما وصل الى مصب النهر ،
و الجماهير من ورائه حدق بناظريه في المياه و قال:
ايتها الاسماك النهرية و البحرية اسمعي ، ان الناس لا يريدون ان يسمعوا كلام الله فها أنا أوجه اليوم كلامه تعالى اليك .
و ما كاد أنطونيوس يُتم هذه المقدمة المستغربة ، حتى اقبلت جموع الاسماك كبيرها و صغيرها و اصطفت بالالوف ،
بالقرب من مصب النهر ، في نظام عجيب و رفعت رؤوسها تنظر الى أنطونيوس وتصغي اليه ، فخطب فيها ، و قال :
" ايتها الاسماك ، بأي آيات ، من الشكر و الامتنان ، يجب عليكِ ان تسبحي و تمجدي الله ،
الذي جعل لك هذه المياه العظيمة مسكنا تأوي اليه ، أنتِ خلصتِ النبي يونان من الغرق ،
أنتِ قدمتِ الدرهم لبطرس هامة الرسل ، و به أدى الرسوم عنه و عن معلمه الألهي . أنتِ صُرتِ غذاءً لملك الملوك ،
فسبحي الرب و باركيه لأنه أسبغَ عليكِ نعمه بوفرة أكثر من غيركِ ... " .
اهتزت الاسماك طربا ، و هي تحرك رؤوسها و زعانفها و تضرب الماء باذنابها .و على هذا النحو جعلت تمجد الله على طريقتها .
فدهش الناس لهذه المعجزة الباهرة .فألتفت أنطونيوس اليهم و قال : سبحوا الرب ياأخوتي ،
سبحوا من سبحته الأسماك بنوع أفضل مما يفعله أولئك الذين خلقهم الله على صورته و مثاله .فعاد الى الله ،
في ذلك اليوم ، خلقُ كثيرون ، من الخطأة و الهراطقة و الأنام الجاحدين .