( التأمل في روح توبة القديس أنطونيوس )* اليوم السابع *

“ أما أن أمتم بالروح أعمال الجسد ، فتحيون “ ( رو 8 : 13 ) الجسد يصارع الروح ، و هو موقد الشهوات القتالة للنفس .
أما التوبة فتكبح جماحه ، و تطفئ نيران الشهوات . على أن القديس أنطونيوس بقدر تفانيه في خدمة القريب و محبته ، كان يذل جسده و يقهره ،
لا لسبب إلأ ليحيى منه الروح . إلا أن أنطونيوس لم يكتف بإماتة جسده و كل أهوائه ، بل و صلبَ نفسه صلباً حباً بالحبيب المصلوب .
ففضلا عن مواظبته على الخدم الرسولية الشاقة ، كان يمارس أعمال النسك الأكثر خشونة ، كالصيامات التي تكاد تكون متواصلة ،
و لبس المسح ، و النوم على الخشب . لنقبلن على أعمال التوبة ، اذا أردنا تطهير قلوبنا من برص الخطيئة ، و التكفير عما أرتكبنا من جسيم الآثام .
و لنمتْ أجسادنا بشتى الأماتات ،و الأمتناع لا عن اللذات المحرمة ، بل و عن غير المحرمة أحياناً .
فالتوبة هي من أكبر العوامل التي تساعد على تطهير النفس ، و تدفع الى أقتناء الفضائل ،
و هي الرفيق الأمين للسير في طريق الخلاص .
صـــــلاة
أيها القديس أنطونيوس نموذج التوبة الحقيقية ، هب لنا نعمة تقوينا على التوبة بإماتة أجسادهن ،
حتى اذا حيينا حياة تـوبة ، في رضى الله و رحمته ، نكون أهلاً للحياة الأبدية .. آمين ..

........... (ثلاث مرات أبانا و السلام و المجد ) ............