سيرة حياة القديس أنطونيوس البادوي و معجزاته : ـ أنطونيوس الرئيس على دير “ بوي “

سيرة حياة القديس أنطونيوس البادوي و معجزاته : ـ
أنطونيوس الرئيس على دير “ بوي “
كان أنطونيوس بدافع من تواضعه العميق يؤثر أن يكون مرؤسا لا رئيسا . و لكنه تنفيذا لأمر الطاعة ، التي تعتبر ركناً أساسياً من أركان الرهبنة ، أضطرَ أن يقبل أن يكون رئيسا على دير بلدة “ بوي “، المنصب الذي أختاره اليه المجمع النربوني الاقليمي المنعقد ، في سبتمبر 1225 ، و لا سيما لأن الرئاسة ، تبعا لمفهوم الأنجيل هي خدمة أكثر منها تسلطاً أو مرتبة شرف .
* و حدثَ و هو في طريقه الى بلدة “ بوي “ ،أن مَرَ ببلدة لونات ، فدخل كنيستها ليلقي كمألوف عادته عظة على أهلها . و لكن لما كانت الكنيسة أضيق من أن تتسع للجمهور الغفير ، الذي تجمعَ فيها و في الساحة التابعة لها ،فقد خرجَ يتبعه جمهور الشعب الى مكان فسيح بجوار البحيرة التي كانت تقع على ضفافها البلدة .إلا أنَ نقيق الضفادع الآخذ في الارتفاع ، أخذَ يُزعج الواعظ و السامعين ، فما كان من القديس ، إلاٌ ان رسمَ عليها أشارة الصليب ، آمراً إياها بالسكوت . فكفت الضفادع في الحال عن الضجيج و النقيق . في دير “ بوي “ كان أنطونيوس أكثر منه رئيسا ، أباً رحيماً وراعياً صالحاً ، يقود أخوته الى مراعي الكمال و الفضيلة ، و يعظهم بمثله أكثر من كلامه ، و قد صار لهم قدوة أي قدوة : في الوداعة ، التواضع ، و المحبة الأخوية ، عاملاً بقول الكتاب : اذا جعلوكَ رئيساً فلا تتكبر ، بل كُن بينهم كواحد منهم ..( أبن سيراخ 1:32) .