الصلوات المخصصة من 1/ 6 لغاية 13 / 6
لأكرام القديس أنطونيوس البادوي
-----------------------------------------
* اليوم السادس *
“ صرتُ كُلاً لكل ، لأخلص الكل “ ( 1 كو 9 : 22 ) . أن محبة القريب هي من محبة الله .
و لذا فأن أحداً لا يستطيع أن يحب الله ، دون أن يحب القريب . و من ثم فلا عبادة حقيقية ، و لا قداسة ،
و لا خلاص دون إتمام وصية محبة القريب . فالقديس أنطونيوس قد أحبٌَ الله ، لأنه أحب القريب أيضا .
حتى أمكنه أن يقول مع رسول الأمم “ صرتُ كُلاً لكل ، لأخلص الكل “ . فكان يعتني بالفقراء ، و يخدم المرضى ،
و يمد يد المساعدة لكل محتاج دون أستثناء . فقد مارسَ لا أعمال الرحمة الروحية فحسب ، بل و كل أعمال الرحمة الجسدية أيضا ،
بحيث كان يمكنه أن يقول مع أيوب الصدٌيق “ كنتُ عيناً للأعمى ، و رجلاً للأعرج ، و أباً للمساكين … “ ( أي 29 : 15 و 16 ) .
و أما عن أعماله لصالح الأرواح فحدثْ عنها و لا حرج ، و هو الذي كان طوال عشر سنوات الرسالة ، يدافع عن المظلومين ،
و يُحذر من مكر أبليس اللعين ، ويُرشد الخطأة الى التوبة . و يخفف من أحزان المحزونين ، و يُعلم الجهال مبادئ الدين ،
و يُشجع البائسين ، و يُسكنَ القلوب المضطربة .إننا لا نستطيع أن نُحبَ الله و نمارس الفضائل ، ما لم نُحبَ القريب .
يقول بولس الرسول : “ لو كنتُ أنطقُ بألسنة الملائكة ، و لم تكن فٌيَ المحبة ، فأنما أنا نحاس يطنُ أو صُنجُ يرنُ .
و لو كانت لي النبوة ، و كنتُ أعلم جميع الاسرار و العلم كله ، و لو كان لي الأيمان كله حتى أنقُلَ الجبال ،
و لم تكن فٌيَ المحبة ، فلستُ بشئ “ ( 1 كو 13 : 1 ) . و يقول القديس يوحنا الحبيب : “ إن قال أحد أني أحُبُ الله
و هو مبغض لأخيه ، فهو كاذب . من أحَبٌ الله ، فليُحب أخاه أيضا “ ( 1 يو : 20 و 21 ) . لنُحبَ أخوتنا .
و لا تكن محبتنا لهم بالكلام و لا باللسان ، بل بالعمل و الحق ( 1 يو 3 : 18 ) لنحبهم حبا لله ، لكونهم مثلنا أبناؤه تعالى ،
و مخلوقين على صورته . و لكونهم مفديين مثلنا بدم حمل الله الحامل خطايا العالم ، و مدعوين الى الحياة الأبدية .
ألا فلنستخلف يسوع المسيح بأستحقاقات محبته غير المتناهية للبشر ، و بأستحقاقات عبده أنطونيوس أن يُلهمنا العمل
بوصية محبة القريب على الوجه الأكمل ، و حفظ كلماته : “ هذه هي وصيتي ، أن يُحبَ بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم “ ( يو 15 : 12 ) .
.................صـــلاة ..............
أيها القديس أنطونيوس المجيد ، أننا نعدُ اللهو نَعدُكَ ببذل كل جهد في مساعدة القريب روحيا و جسديا ،
فأستمد لنا أنتَ نعمة الثبات في قصدنا هذا الصالح لكي نعمل به عل الدوام ، و نحفظ وصايا الله ،
فنفوز برضاه على الأرض ،
و بالأجر الدائم في الفردوس السماوي .. آمين .
........... (ثلاث مرات أبانا و السلام و المجد ) ............