تساعية لأكرام القديس أنطونيوس البادوي
* اليوم الثاني *
(نتأمل في تواضع القديس أنطونيوس )"
الرب ينظر الى المتواضع ، اما المتكبر فيعرفه من بعيد "
( مز 6:137) التواضع فضيلة عزيزة لدى يسوع ، لم يكتفِ أن علمها بكلامه ، بل مارسها منذ ولادته حتى ساعة مماته .
و قد دعاها الآباء القديسون أصل جميع الفضائل و أساس الكمال المسيحي .على أساس هذه الفضيلة أقام أنطونيوس بناء قداسته .
فتواضعَ طول عمره ، عاملا بقول يسوع : " تعلموا مني أني وديعُ و متواضعُ القلب " ( مت29:11) .
و مع كونه وُلدَ من والدين شريفي الحسب و النسب ، و إزدان بأجمل الصفات الحميدة ،و تبحرَ في كل علوم الدنيا و الدين ،
فأنه سعى جهده في إخفاء مزاياه عند الناس ، و التصاغر في عيني نفسه ، مُعلناً دوما عن أحتياجه الى عون الله .
و قد عٌدَ نفسه خاطئا و عبد بطالاً ، حتى عند صنعه العجائب ، و مباشرته الأعمال الرسولية الجديرة بالمدح و الثناء .
فكيف نتكبر نحن و نترفع ، نحن التراب و الرماد ؟نحن الذين ليس فينا شئ من الصلاح ؟ الا فلننظر الى يسوع رب الكون و ملكه الأعظم ،
و قد تجردَ من عظمته و جلاله ، و لبس طبيعة العبد . و لنحذر من أن نجعل أنفسنا فوق غيرنا ،
و نتباهى بما مٌَنَ * الله * به علينا من مزايا .على أن تأمنا في ما نحن عليه من بؤس روحي و شقاء ،
بسبب ما أرتكبنا و نرتكب من خطايا ، و ما نحن عليه من أحتياج متواصل الى نعمة الله التي لا تُعطى إلاٌ للمتواضعين ..
كل هذا يساعدنا على التواضع .
و عليه فأذا ما قُمنا بأي عمل صالح ، فلنقمْ به أبتغاءٍ لمجد الله و طلب مرضاته ،
لا أبتغاء المديح و الأكرام و طلب مجدنا الباطل .
........... صـــلاة ..............
أيها القديس أنطونيوس البادوي مثال التواضع الحقيقي ، هبنا أن نكون على الدوام متواضعين ،
جاعلين نصب أعيننا شقاءنا و خطايانا . حتى اذا وضعنا أنفسنا على الأرض ،
أُهلنا للأرتفاع و المجد في الملكوت السماوي ، آمين
........... (ثلاث مرات أبانا و السلام و المجد ) ............