كان في مدينة رما سنة 1770 م رجل فقير يعرف بفقير يسوع المسيح ، واسمه بنيتو جوزيبي.
فهذا الرجل احتقر خيرات الارض ، فأغناه الله بأجمل الفضائل وملّكه اعظم الكنوز وهو
محبته تعالى. كانت عبادته تتمركز خاصة على قلب يسوع في سر القربان المقدس ،
فلم يسعه الانفصال عن اله هياكلنا ، فكان يقضي خمس او ست ساعات في السجود.
وكان يحب خدمة القداس ومرافقة الزاد الاخير الى بيوت المدنفين. وان سجد للقربان
حدق نظره فيه كأنه يرى يسوع بعينيه ويشعر اذ ذاك بفرح باطني يضارع فرح الملائكة.
ولكن اعظم افراحه كان التناول ، فيستعد له بأشواق وتنهدات حارة كهذه :
يا الهي وكل شيء لي ، يا حب قلبي الوحيد، هلم الي وان تتأخر يبدو لي تأخرك كألف سنة.
وكان يبذل مجهوده في تضبيه قلبه بقلب يسوع ولذا كان ينبذ من قلبه كل ما ليس ليسوع ،
وفي كل صباح كان يضع نفسه في قلب يسوع وفيه كان يجد تعزيته وحصنا
منيعا في وجه العدو وملجأ امينا في تجارب هذا العالم الفاسد.
نداء قلب.....قلب يسوع
احببتك منذ الأزل ...قبل أن تكون ...فكرت فيك...حملتك بقلبي ...
جعلت منك انساناً على صورتي ...أحببتك فاتخذت لي جسداً مثلك كي اكون قريبا منك ...رُفضت أُهنّت تألمت طُعنت نزف قلبي دماً ...وكتبت بهذا الدم وعد خلاصك...أحببتك فمنحتك قلبي كي تجد فيه الرجاء والايمان ...الشفاء والتعزية ... السلام والطمأنينة . لن يعرف قلبك بعد ذلك الخوف والحزن متى اندمج بقلبي هبني قلبك .. أنا بانتظارك الى الأزل .
ان كنت خائفاً فأنا الطمأنينة ...ان كنت خاطئاً انا الغفران ...ان كنت حزيناً فانا وحدي التعزية ... وان كنت بائسا وقد تخبطت كثيرا باحثا عن السعادة بين ماديات هذه الارض وطلبت التعزية من هنا وهناك فستجد الرجاء بقلبي الكبير الذي أحبّك أحبًّك كما أنت... أحبك بلا حدود ...دعني المس قلبك ،امتحن قلبي فستجد السعادة والراحة ...قلبي كبير. تعال فاني مخلصك ...سلمني قلبك أردّه لك جديداً ،تعال الآن ولا ترفض دعوتي ...المُحب: يسوع.